احتل التراث بصفة عامة و النص الديني الإسلامي بصفة خاصة حيزا لا يستهان به من الدراسة و البحث في الفكر العربي المعاصر ، و جاءت عملية قراءة التراث منفتحة بشكل كبير على المناهج الغربية المعاصرة ، و من بين هذه المناهج المنهج التأويلي أو الهرمنيوطيقا الذي طبق في أوروبا و تم من خلاله قراءة التوراة و الإنجيل لتأتي الدعوة إلي تطبيقه في قراءة التراث من قبل المفكرين العرب المعاصرين ، و عليه تدخل هذه الورقة البحثية في إطار سؤال التأويل في الدراسات العربية المعاصرة ، و نهدف من خلالها إلى تسليط الضوء على التأويل أو الهرمنيوطيقا و قراءة النص الديني من خلال نموذجين من نماذج الفكر العربي المعاصر و هما حسن حنفي و نصر حامد أبو زيد ، محاولين التعرف على هذا المفهوم و المنهج في نفس الوقت و ظهوره في الفكر الغربي و كيف تم استخدامه في قراءة التراث عند حسن حنفي و هذا بتطبيقه على النص القرآني من خلال إبراز العلاقة القائمة بين النص الديني و الواقع لإظهار البعد الاجتماعي و الإنساني للدين الإسلامي و النموذج الثاني ممثلا في نصر حامد أبو زيد و فلسفته الداعية إلى تطبيق هذا المنهج باعتباره المنهج الكفيل بالقراءة المعاصرة للقرآن الكريم .